هو مرور الزمن على فعل أو واقعة يحدّدها القانون، دون أن يتخذ خلالها إجراء لتنفيذ العقوبة؛ ما يعني انقضاء العقوبة مع بقاء الحكم بالإدانة قائماً.وقد انقسم الفقهاء بين مؤيد ومعارض لمبدأ انقضاء العقوبة بمرور الزمن، فاعتبره البعض نوعاً من المكافأة التي يقرّرها القانون للمجرم الماهر في . . .الاختفاء،
واعتبروه أيضاً نوعاً من تقاعس السلطات العامة عن القيام بواجبها في تنفيذ العقوبة.
إلا أنَّ التشريعات المعاصرة برَّرت أخذها بهذا النظام؛ بأن مضى زمن طويل على صدور الحكم بالعقوبة واجب التنفيذ، دون أن تتخذ خلاله الإجراءات لتنفيذه.
يعني في الواقع أن الجريمة وعقوبتها قد محيا من ذاكرة الناس، ومن المصلحة الإبقاء على هذا النسيان؛ لأنَّ ذكرياتهما سيئة ومثيرة لمشاعر من الحقد والانتقام ليس من المصلحة إيقاظها.
بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ الوضع الواقعي الذي استقرَّ خلال ذلك الزمن الطويل ينبغي الإبقاء عليه وتحويله إلى وضع معترف به قانوناً تحقيقاً لاعتبارات الاستقرار.
كما أنَّ المحكوم عليه، الذي اختفى عن نظر السلطات العامة خلال زمن طويل، يكون قد عانى فيه مشاقاً كثيرة، وضاعت عليه مصالح عديدة. وفي ذلك إيلام يمكن أن يعادل إيلام العقوبة..
ثم إنَّ المحكوم عليه في هذه الفترة لم يرتكب جريمة أخرى، وإلا لجذبت جريمته أنظار السلطات العامة؛ ما يعني أنَّ سلوكه قد تحسَّن وأنَّ خطورته قد زالت؛ وذلك يسمح بالنزول عن تنفيذ العقوبة فيه.